الأربعاء، 8 يوليوز 2009

الإنسانية

البارحة كنت أتفرج على برنامج شاهد على العصر الذي كان ضيفا فيه صالح حشاد المعتقل السابق في سجن تازمامرت وصدمنا بجملة قلها في حكايته عن أول صديق لهم توفي في السجن عندما أخرجه الحراس من زنزانته ليدفنوه ظن منهم أنه ميت ولما تنفس بعمق تأكدو أنه لازال حيا فاراد أحد الحراس أن يضربه بالمعول ليقتله, أحسست حينها بشعور غريبا جدا....و اليوم وأنا أطالع الجرائد رأيت على كل الصفحات الأولى للجرائد خبر يفيد بأنه تم العثور على أطراف بشرية لشقيقين في مدن متفرقة, زاد إحساسي بذالك الشعور وذهب عقلي بعيدا لأفكر في ذالك الإنسان الذي هزته نفسه لكي يقتله أخاه الإنسان بتلك الطريقة إنتابني إشمئزاز وايضا بدأت أفكر في تلك اللحظات التي كان فيها هذا الجزار ألأدمي في تقطيع ذالك اللحم البشري وذالك الحارس الحانوتي الذي أراد أن يدفن سجينه وهو ميت ولتأكد من موته أراد أن يقوم هو بعملية القتل بدلا عن المرض وأفكر ملي في أوجههم والذي يفكرون فيه وهم يقطعون ويظربون اطراف بشر كأنهم يقطع أطراف خروف أو دجاجة.

تسؤلات :
بعدها مباشرتا بدأت اسئل انا نفسي هل وصل بنا الحد لأن نقطع بعضنا البعض ؟ هل فعلا لدينا مشاعر وأحاسيس ؟ هل فعلا نحب ؟ هل فعلا نخاف ؟ هل وهل وهل ؟؟؟ العديد العديد من الأسئلة ودائما اضع جوابا مفاده التالي : ربما كما نقول نحن المغاربة "بنادم طوب وحجر", لكن أرد على نفسي بسؤال أخر بأن في الطوب القليل من الحجر لكنه ضعيف بما فيه الكفاية ليتكسر بسهولة لكن مع هذا العنف البشري البعيد كل البعد عن اي شيء أظن أنه هناك منا من أصبح رملا ويجب علينا إعادة تركيبه ليصبح على الأقل طوبا.

اسباب :
أفكر في سبب يجعلنا نقدم على هذا, اضع نفسي مكان المجرمين واقول لمذا سأقتل فلان طبعا هناك اسباب فمثلا بالنسبة للمجرم الأول وهو حارس السجن فلربما كان يريد أن يدفن سجينه وهو ميت وايضا أراده أن يموت بسرعة ليريحه من حياة السجن الأليمة والتي كان يموت فيها ببطئ, بالنسبة لثاني الذي قطع ضحاياه إربا ووزع أطرافهم فاضع اللوم ربما على الفقر وربما على الحقد الشديد على الضحيتين ولربما كان من الضحيتين من يحقد على المجرم وهذا ما زاد من حقد المجرم لكي يصبحا مجرما وبهذه البشاعة.

كن بشرا
لكن ومع هذا لن استطيع أن أعطي اسباب لهم ولا ابرر لهم ان يقتلو نفس بشريا بهته الطرق فحرام حرام علينا ان نعامل بعضنا البعض هكذا . بالنسبة للحارس كان من الأجدى والأرحم أن يعطف على السجين وان يكون إنسانا في تعامله لا وحشا, بالنسبة للمجرم الذي قطع ضحاياه فكان بالأحرى له إن كان مظلوما أن يلجأ للقانون وإن لم ينصفه القانون فإنه يوجد الله وكما نقول دوما نحن المغاربة ايضا "كاين ربي".

الإيمان بالله
أفكر وأرجع لأقول يمكن لأي منا في هذا الوقت المليء بالمشاكل والصعوبات في الحياة أن يصبح مجرما لكن قبل أن يتحول الإنسان لهذا المنطق يجب عليه ان يفكر أنه إنسان واننا خصوصا نحن مسلمين ونئمن أن الله لايضيع المظلوم لكن كل هذه المصاعب فهي إمتحانات في الدنيا لكي ننجح بها للإخرة .

أنا إنسان ؟
أقول ان هذا العصر اصبح الإنسان جسدا بلا روح اصبح للإنسان عقل يفكر به كيف سيخدع الأخرين لم يبقا لنا عقل نفكر به كيف ننجح وكيف نتطور, اضحينا نقرا في التلفاز 10 قتلا و 20 جريحا في المزمبيق ونقرأ العدد فقط ولا نفكر في ذالك الإنسان الذي اصبح مجرد اعداد بالنسبة لنا كما يقول المغاربة ايضا "نقص واحد زيد واحد" اين هي مشاعري اين هو إحساسي انني إنسان .

خلاصة
إذن خلاصتي هي اننا اصبحنا بلا إنسانية ويجب علينا في اقرب وقت أن نسمي أنفسنا حيوانات مفترسة (وبدون عقل).

الأمل
لكن شعوري الوحيد الذي يجعلني أنام بعد ان اضع راسي على الوسادة هو : الأمل الأمل ونعم ترى الأمل في العديد من الجهات وفي العديد من المواقف وسأذكر العديد منها في تدوينة لاحقة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق